• وعــي
  • |
  • مـحـبـة

الجمعة، 11 سبتمبر 2015

الحيـاة وما يحدث في الحيـاة


سلامُ على الهدى ومن اتبعه .. وصلواتٌ على نبي الهدى 





؛

ما دمت سأعيش مرة واحدة 
وأمرّ على هذه الحياة مرة واحدة
فسأخرج فيها كل ما في جعبتي 
سأصرف كل دراهمي عليها

وسأقول للحياة كل ما لدي من كلمات وألحان
سأغني فيها كل أغنياتي
سأعيش يومي طولاً بعرض
لن أبخل على حياتي بأي شئ عندي

مادمت سأعيش حياتي مرة واحدة
سأعبر عن كل مشاعري الطيبة للآخرين
وسأبذل كل طاقتي ووسعي 
من أجل أن أعيش حياتي 
في كل أيامها بل في كل لحظاتها 
زارعاً وردةً هنا وأملاً هناك
ضحكةً هنا وفكرة مبدعة هناك

سأعمّر أرضاً وأقوّي عزم
روحٍ يائسة وأعمل أي شئ 
يجعل الحياة أجمل بوجودي فيها
والناس أفضل بحضوري بينهم

؛


الحيـــاة
 
هي خلق ربـي الباقـي الخـلّاق 
الذي يخلق ما يشـاء وبحُبـه 
يتجدد البشر والحيوان والنبـات 

الحيـــاة 
جميلـة ممتعـة كما هـي
 الخالــق سبحـانه خلق الأرض 
بجبالها وبحارها وأنهارها وعيونها ونباتها 
أوجد فيها سبحانه الإنسان والحيوان والنبات 
وجميع الكائنات الحيّـة
للتكيّف ولإحياء هذه الارض بالحب بالسلام بالجمال
 بنشر الخير بالبهجة 
وعبادته الخالصة لوجهه الكريم بالحــب
بالتوحيـد والإيمـان
 بأن كما في الأرض ننوي ونفعـل 
ترحب به السمـاء وتعطينـا أكثر وأكثـر

من كان يريد الحياه الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون

؛

ماهي الحيـــاة في نظرك 
ما الحيـاة الدنيـا بالنسبة لك؟

هل تراها كما رأها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
بأنها "حـلوة خضـرة"
فيها الكثير من البهجة والسلام والجمال والحب
والوفرة والخيرات الكثير الكثير

أمـا أن محدودية عقلك ونظرتك لها تراها
دار بلاء واختبار وبها من الشر الكثير
والشيطان متحكم في الغواية 
والكثير من السلبيات !

؛

هذه هي الحيـــاة ببسـاطة 
"حلوة" فيها من البهجة والحب والجمال 
من بديع خلق الله الذي تراه في كل الوجود

"خضرة" بطبيعتها الساحرة لتلهم أبنائها البشر
بالحب والجمال والسلام والوفرة

تلهم الانسان أن يمضي حياتـه
بتدفق ربانـي وسريان كما النهــر 
يسري بفيضـان من الحـب 
مستمتعاً بين الجبال والاودية لا شئ يوقفه

؛

رغباتـك أحلامـك آمـالك أهدافـك نوايـاك
كلها هي جـزء من الكـل
بمعنى انها ليست هي الحيـــاة
ولن تتوقف الحيـاة من أجلها 
بل هي من ما يحدث في الحيـــاة 

؛

ما يحدث في الحيـــاة 

هو اختياراتــك نوايــــاك 
أنـت خلُقـت لتعي ثم تختار وتنـوي ما تــريد
بكل حُب وسلام وبهجة

أيّـهــا الإنســــان
لك كامــل حريتـك في اختياراتـك وقراراتـك ونوايـاك
 أنـت مسؤول عن كل ما يحدث لك في الحيــاة 
ومسؤول عن نفسك أولاً

؛

كيف أجعل ما يحدث في الحياة يتناغم مع الحياة ؟

أن أجعل من رغباتـي وأهدافـي وأحلامـي (ما أريد) 
يتنـاغم وينسجـم مع أحداث حيـاتي
بمعنـى :
عند أخذ انتباهـك الى الكـل 
أي أن تعي وتدرك أنك لسُـت في الحيـــاة
لتعيش وتأكل وتشرب فقط 
بل لتحقق ماهو أسمى من ذلك 
لتحقق رسالتك الروحية وتحيا شغفك
بالحب والجمال والسلام والبهجة

تبتهج في الحيـــاة
لأنك تستحـق كل ما عليها
من نعيم وخيرات وسلام وجمال
تحب الحيـــاة
 لأن الحياة خلُقـت من أجلك
يا خليفة الله

عند تضبيط الجـزء حتى يتوازن ويكتمـل مع الكـل
أنت بذلك تحدث التجليـات 
أو بالأصح المعجزات 
تصنع حياة طيبة وعيش هنئ ورضا تام

؛

لمـاذا ما يحدث في حياتنـا لا ينسجــم مع الحيـاة ؟

الإنســـان عندما زرع برمجيات وقوانين
 أوجدها من عقليته المحدودة
تَـعـارض مع قوانين الطبيعة الربانية
قوانين الكون الالهية 
ومنـع من تدفق نهـر الحـب
الذي يسري فينــا 
ليحي كل من على الأرض 

أحدث الإنســـان 
خلل بصنعه وزرعه تلك البرمجيات المحدودة 
داخل هذا الوعي الكوني اللامحدود 
الذي هو بداخل وعيـك الإنساني

ومن هنـا تحدث المشكلات يحدث التذمـر
ما يحدث في حياتـك لا ينسجـم مع الحيـاة لأن البعض
يُشبـع الأنـا الزائفة بإمتلاك تلك 
البرمجيات المعيقة لسريان الحياة 
ويسعى في حياتـه أن يثبت أنها حقيقـة 
ويأخذ تلك البرمجيات المعيقة
 على أنها مسألة حياة أو موت

فيبــدأ الإنسـان بالكراهية بدل الحـب
يبدأ بالظلم والتدمير بدل السلام والجمال

هذا الذي أوجده الإنســان
هو ليس  الحيـــاة بل هو ما يحدث في الحياة
ولهذا السبب 
لا يحدث الإنسجـــام والتناغــم
 بين ما يحدث في حياتــك والحيــاة

؛

أنـت تتوافق مع الحيـــاة 
عندما تتوافق مع ذبذبــات الحب والبهجة والسلام
وبالتالي تكون أنـت في حالة حضور وانسجـام كوني
 مع ما يحدث لك في الحيـــاة 
من كل جمال كوني لطيف
أطلقته نواياك الطيبة فيها

تصبـح متـزن وقوانيـن الحيـــاة 
تعـزف معك موسيقاها الربانية
 بحب وبهجة وجمال بإيقـاع كونـي مدهش

؛

وعندما يحاول الإنسـان أن يسعـى ليوافـق 
برمجياته المعيقة المختزنة 
منذ صغره في وعيـه مع  الحيـــاة 
تحـدث المقاومة
أنـت في عمقـك الداخلي تقـاوم فطرتـك السليمة

وتبـدأ المعانـاة 
يعانـي الإنســان ويرى الحيـــاة 
 بأنهـا دار ابتلاء ومحن وأنها فانية !

إذا كانت الحيـــاة فانيـة
 فمـــــاذا قدمـت اذاً لهـا قبل فنائـها ؟

هل أحسنـت للحيــاة حتى تُحسـن لك
أم تتذمر وتشكي لها 
وتقاوم سريان نهرهـا المُحـب العـذب

تفّكـــر في حياتــك وأسأل لتُعطــى

؛

المقاومة تزيــد من اليـأس والمعانـاة
لأن كل ما تقاومه يزداد 
تقـاوم الفقـر يزداد 
تقـاوم الكره يـزداد

تقــاوم الحيـــاة وما يحدث فيها
أنـت تمنـع تدفق الحيــاة بطبيعتها
 فتحدث لك المعانـــاة 
وتصبـح حياتـك في قلق وتوتر

القبــــول هو الحـل 
القبــول مستوى وعي عالي 

تقبـّـل كل ماهو موجود في الحيــاة
تقبـّـل ما يحدث فيهـا 
بعد أن تدرك بأن كل ما يحدث لك في الحيــاة
 هو مسؤوليتـك 

لأنـك أنت في الأصـل متصل بكل الوجود
انفصالك قناعاتك بأنك منفصل عن الوجود
هي قناعة مزيفة 
الإنفصال وهـم تُحدثه الأنا الزائفة (الإيـجو)
حتى تزداد مقاومة ومعاناة وقلق وتوتر

لأن الحقيقـة 
كل ما في الوجود متصل بـك
فيـك انطـوى العالـــم الأكبــر 

؛

راجع الآن قناعاتك مفاهيمك معتقداتك
عن الحيــاة وما يحدث في الحيــاة
من اختياراتـك ونوايـاك 


ستفـهم أن الحيــاة أجمـل وأنقى مما كنت تتصوره
الحيــاة "حلوة خضرة" كما وصفها حبيبنـا 
محمد صلى الله عليه وسلـم 
وستعي أن ما يحدث في الحيــاة
هو من مسؤوليتـك لتسعــد أم تشقـى

؛


إن هذه الحيــاة أقصـر من شهقة وزفيرها
فلا تغرس بها سوى بـذور المحبـة
مولانا جلال الدين الرومي



سلآماً تُصافح وتخلّد سلاماً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق